السبت، ٤ أغسطس ٢٠١٢

هل تعرفون السبب؟‏!‏

24-06-2005
أعتقد انه في الآونة الأخيرة لم يخل بيت من الحديث عن انتشار مرض السرطان اللعين‏,‏ إما في قريب أو صديق أو شخصية مشهورة بشكل لافت للنظر مما شكل صدمة كبيرة وحيرة أكبر‏,‏ ولم يرحم هذا المرض اللعين طفلا ولا شابا ولا عجوزا‏,‏ والكل يقف امامه عاجزا‏,‏ وسيعجب الكثيرون منا إذا علموا اننا وان كنا نستطيع علاج بعض انواعه في مراحلها الأولي إلا أن هناك أنواعا أخري لانستطيع علاجها‏,‏ وخصوصا في مراحلها المتأخرة‏,‏ ولكن نستطيع الوقاية منه بكل تأكيد إذا عدلنا من بعض سلوكياتنا وانماط حياتنا الجديدة والدخيلة علينا‏,‏ والتي لو علمها مريض السرطان لندم علي عدم معرفتها‏,‏

وسيعجب الناس حينما يعلمون أن تهاوننا في تطهير البيئة من التلوث الفظيع من عوادم السيارات والمصانع والمبيدات الحشرية وعدم الحفاظ علي نظافة نيلنا بالاضافة لكثير من عاداتنا الغذائية الخاطئة يشكل خطورة كبيرة ويتسبب في السرطان بأنواعه المختلفة‏,‏ مثل العلاقة الوثيقة بين الدخان ـ الذي يحتوي علي‏4000‏ مادة سامة و‏60‏ مادة مسرطنة وسرطان الفم والبلعوم والحنجرة والرئة والشعب الهوائية والمعدة والبنكرياس والمثانة والكبد والرحم والكلي والمستقيم وسرطان الدم‏,‏ بالاضافة لدوره الأكيد في امراض القلب والشرايين والكلي والضعف الجنسي‏,‏ مع العلم بأنه سبب ثلث حالات الوفاة في أمريكا و‏9%‏ تقريبا من حالات سرطان الرئة‏,‏ ناهيك عن بقية الأنواع الأخري‏.‏

ثم يأتي دور الغذاء وخصوصا أنماط العادات الطارئة والوافدة الينا من الخارج‏,‏ وسيدهش المرء إذا علم ان الاكلات المصنعة من اللحوم والاكلات الجاهزة التي يتهافت عليها الشباب والاولاد اليوم مثل الهامبورجر والهوت دوج والشاورمة تحتوي علي مواد التيترات والنيتريت وهذه المواد تتحول الي مواد مسرطنة‏,‏ ولا يمكن منع ذلك الا بالفيتامينات ومضادات الاكسدة بالاضافة لما نتصوره من احتراق الدهون المشبعة الموجودة بكثرة في هذه اللحوم بالتسخين والشوي المستمرين طيلة الاربع والعشرين ساعة للحوم الشاورمة التي نراها عيانا بيانا في محلات الاكلات الجاهزة بكل اشكالها المبهرة والجذابة‏,‏ مع اضافة كل أنواع البهارات المعروفة‏,‏

والتي من المؤكد أن لها دورا وثيقا في سرطان الجهاز الهضمي وخصوصا اللحوم المطهوة في درجات عالية لمدة طويلة‏,‏ مع التسليم بسلامة وضمان مصدر هذه اللحوم من الأصل‏,‏ ويجب أن نعلم ان بعض انواع الطعام فيها وقاية كبيرة من هذا المرض اللعين‏,‏ ولحسن الحظ فإنها في متناول الكثير من الناس وهي البطاطا والكانتالوب والمشمش والمانجو وبعض الخضراوات مثل السبانخ والطماطم والبطيخ والجوافة والجزر والأرز والقمح والبرتقال والفلفل الأخضر‏,‏ ثم بعض الدهون غير المشبعة والموجودة في زيت الذرة والزيتون والزيت الحار وعباد الشمس والأسماك‏,‏ ولا ننسي ان العودة لطعام البيت له فوائد كبيرة صحية واجتماعية‏,‏ فهل نعود لعاداتنا الأصلية أم نستمر في أخطائنا؟
د‏.‏محمد أحمد عبدالخالق
مدرس بطب الأزهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق