03-11-2006
قرأت إن حضرتك بتحل المشاكل.. أحكي لك بس إحلف ما تقلش لبابا, علشان هو بيضربني, وقبل كده ضرب أخويا وخلاه يلبس نضارة, وماما باعت الشقة علشان تعالجه.
بابا بيضربنا وطرد ماما من أول المدرسة, وراحت عند ستي, ولما قلت لها تعالي, قالت كلام مش فاهماه.
بابا كان بيضرب ماما كتير ويشتمها, وماما غلبانة بتنام في الأودة مع ستي وخالتي اللي عندها سرطان.. وبابا مش بيأكلنا غير الأكل اللي بتجيبوا لنا ماما كل أسبوع.
بابا بيخلينا نعيش في شقة مش نظيفة.. عايز ماما علشان خايف من بابا وخايف وأنا نايم لوحدي لما بيروح الشغل, أنا توأم, لكن كنت بنام علي إيد ماما, وهي بتروح مع أخويا للدكتور... بتاع المخ ودكتور... بتاع العين.
علشان خاطري, تعرف تمشي بابا, وماما ترجع البيت.. هي قالت له تعالي يوم السبت والأحد وأنا أمشي, هو رفض وشتمها علي السلم.
أرجوك أنا خايف, اسمي... في سنة6 وبابا مهندس وده تليفون ماما... وده تليفون بابا....
اوعي تقول لبابا علشان هو مع الناس كويس قوي, ومعانا ومع ماما بيقول كلام شتايم وأنا أكثر واحد بيضربني, وبأذاكر علي الأرض.
* وصلتني هذه الرسالة التي تركت كلماتها البريئة المبعثرة المكتوبة بقلم رصاص باهت, لتعكس حالة كاتبها, الطفل الصغير, الخائف المرتعش.. خائف ومرتعش من من؟.. من أبيه.
طفل صغير في الصف السادس الابتدائي, يرصد بعينين مذعورتين جريمة كبري يرتكبها رجل في حق أسرة كاملة.
حرت كثيرا, لقد طلب مني الصغير أن أحلف ألا أخبر والده, وفي نفس الوقت أرسل لي رقم هاتفه في البيت, وحذرني من أنه هو مع الناس كويس قوي, يعني الطفل الصغير يفهم جيدا ازدواجية والده وكذبه, ويخشي أن يخدعني بكلماته, ثم يعود إليه ليوسعه ضربا. فآثرت أن أحذف من الخطاب ما يشير إلي الأب أو مكان عمله, وبعد أن فشلت في الوصول إلي والدة الطفل, بسبب انشغالها بطفلها الآخر المريض وانتقالها من طبيب إلي آخر, قررت أن أخاطب هذا الأب وأناشده, لعل قلبه يفيق من غفوته قبل فوات الأوان.
سيدي الأب.. أرجو أن تقرأ كلمات طفلك بقلب الأب الإنسان, لا بعقل الرجل المستبد, الباطش, المستقوي.. وحاول أن تفهم وتستوعب أنك تغرس في عقل ووجدان أطفالك جذور الخوف والكراهية, والتي ستصبح مع الأيام فروعا قوية تلتف حولك وتقتص منك.
سيدي الأب, أعرف رجالا ونساء, لا ينامون ليلهم, يستجدون الله سبحانه وتعالي ظل طفل, وأنت أنعم الله عليك بالأولاد, ولكنك لم تقدر نعمة الله عليك والتي قال عنها رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم:ريح الولد من الجنة.. هل هكذا يكون التعامل مع ريح من الجنة؟
هل يمكن أن تكون سعيدا وراضيا وطفلك يتمني أن تمشي, ألم تفر دمعتك من عينيك وهو يكرر أكثر من مرة أنا خايف.. ألن يرق قلبك, لأنه مازال يشعر ببعض الأمان لوجودك:وخايف وأنا نايم لوحدي لما بيروح الشغل.
سيدي الأب.. لو كنت في بلد أوروبي وقال عنك ابنك هذا الكلام, لوضعت في السجن, وهذا قانون وضعي, فما بالك بانتقام السماء, إنك تنشئ أبناء عاقين, تعقهم في صغرهم, وسيعقونك عندما يكبرون.
لا أعرف كيف لأب متعلم, أن يطرد السعادة متعمدا, يوزع التعاسة علي أقرب الناس إليه.
أدعو الله أن يرق قلبك وأنت تقرأ كلمات ابنك, وتسارع بضمه إلي حضنك وتقبل رأسه ويديه, وتعيد زوجتك وأطفالك إلي جنتك, وإذا كان هناك ما يعكر صفوك ويضغط علي أعصابك بسبب مشكلات في العمل أو ضيق ذات اليد, فإني أعرض عليك مد يد المساعدة قدر استطاعتي, واتمني أن تتصل بي..
وإلي لقاء بإذن الله.
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
الجمعة، ٣ أغسطس ٢٠١٢
هذا الأب
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق