11-03-2005
تحيط بتمثال رمسيس سبع عجائب: العجيبة الأولي أن بالقاهرة ودون بلاد العالم, تمثالين لشخصية تاريخية واحدة هي رمسيس, أولهما الأصلي في الميدان الذي يحمل اسمه, والثاني صورة طبق الأصل وضع في طريق المطار يستقبل بوجهه زوار مصر ويودعهم بظهره!! وكأنما نضب معين آثارنا حتي صرنا نستنسخ منها العجيبة الثانية.. أننا وقد ضاقت القاهرة بالتمثالين رأي مسئولون التخلص من واحد منهما فاختاروا نقل الأصلي وتركوا المزيف مكانه.
ويذكر كبار السن يوم وصول رمسيس للقاهرة, فلقد أقيم وقتها احتفال مهيب تسابق فيه المصريون لتحيته, وارتفع في ميدان رمسيس يوم كان واسعا يليق به, فماذا فعلوا بالميدان؟ تلك هي العجيبة الثالثة حين أرادوا تحديث المباني حوله, فاختاروا أن تتحول نقوش محطة السكك الحديدية إلي نقوش عربية, فكان هذا التنافر الشديد بين العربي والفرعوني, ثم أحاطوه بأقبح كوبري مشاة رأته العين, وأخيرا, حين أرادوا إعادة تخطيط الميدان, فبكل بساطة وسهولة ردموا النافورة الجميلة التي كانت تضاهي مثيلتها في باريس في ساحة قصر شايوه وتلك كانت الأعجوبة الرابعة.
أما الخامسة فهي ما قيل عن سبب نقله من ميدانه, فقد تعلل المسئولون بأن الميدان قد ضاق بالتمثال وليس العكس, وتعليل آخر بأن التماثيل مكانها المتاحف وليس الميادين وهو تفسير خالفه مسئولو لندن وباريس حيث كرموا مسلاتنا وأفردوا لها أجمل ميادينهم, أما الأعجوبة السادسة فهي حال تمثال رمسيس الآن وهو مدفون واقفا في كفن من الحديد والأخشاب منذ شهور ولم يتحدد بعد كيف وإلي أين ينقل!!.. السابعة.. هي المكانان المقترحان أولهما أن يعود إلي موطنه الأصلي في ميت رهينة.. وحدث عنها!! هي زحام من ركام الآثار الغارقة في الإهمال والمياه الجوفية!! أو أن يتصدر فناء المتحف المصري الكبير الجديد!! أين هو؟ مازال في طور التفكير في إنشائه.
والحل؟ هناك حلان, أن يبقي التمثال في مكانه فقد اتسع الميدان أخيرا وأزيل كثير من تعدياته علي أن نبدأ بتفكيك كوبري المشاة واستخدام ممرات مترو الانفاق لعبورهم, واعادة النافورة, وتعديل ديكورات المحطة إلي فرعونية ثم إضاءة التمثال والجامع والكنيسة في الميدان لتكون رمزا لوحدة التراث المصري, أو أن ينقل إلي طريق المطار بدلا من التمثال المزيف, المكان واسع والنافورة موجودة بشرط أن يزال من أمامها رأس حورس القبيح ذو المنقار الذي يكاد يعض القادم والمغادر, علي العموم باب الاقتراحات مفتوح, ولكن أن يترك تمثال رمسيس أعظم ملوك التاريخ المصري هكذا ملفوفا في كفنه الحديدي ينتظر... فتلك هي العجيبة الأكبر!.
د. خليل مصطفي الديواني
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
السبت، ٤ أغسطس ٢٠١٢
العجيبـــة الأكــــبر!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق