السبت، ٤ أغسطس ٢٠١٢

العجيبـــة الأكــــبر‏!‏

11-03-2005
تحيط بتمثال رمسيس سبع عجائب‏:‏ العجيبة الأولي أن بالقاهرة ودون بلاد العالم‏,‏ تمثالين لشخصية تاريخية واحدة هي رمسيس‏,‏ أولهما الأصلي في الميدان الذي يحمل اسمه‏,‏ والثاني صورة طبق الأصل وضع في طريق المطار يستقبل بوجهه زوار مصر ويودعهم بظهره‏!!‏ وكأنما نضب معين آثارنا حتي صرنا نستنسخ منها العجيبة الثانية‏..‏ أننا وقد ضاقت القاهرة بالتمثالين رأي مسئولون التخلص من واحد منهما فاختاروا نقل الأصلي وتركوا المزيف مكانه‏.‏

ويذكر كبار السن يوم وصول رمسيس للقاهرة‏,‏ فلقد أقيم وقتها احتفال مهيب تسابق فيه المصريون لتحيته‏,‏ وارتفع في ميدان رمسيس يوم كان واسعا يليق به‏,‏ فماذا فعلوا بالميدان؟ تلك هي العجيبة الثالثة حين أرادوا تحديث المباني حوله‏,‏ فاختاروا أن تتحول نقوش محطة السكك الحديدية إلي نقوش عربية‏,‏ فكان هذا التنافر الشديد بين العربي والفرعوني‏,‏ ثم أحاطوه بأقبح كوبري مشاة رأته العين‏,‏ وأخيرا‏,‏ حين أرادوا إعادة تخطيط الميدان‏,‏ فبكل بساطة وسهولة ردموا النافورة الجميلة التي كانت تضاهي مثيلتها في باريس في ساحة قصر شايوه وتلك كانت الأعجوبة الرابعة‏.‏

أما الخامسة فهي ما قيل عن سبب نقله من ميدانه‏,‏ فقد تعلل المسئولون بأن الميدان قد ضاق بالتمثال وليس العكس‏,‏ وتعليل آخر بأن التماثيل مكانها المتاحف وليس الميادين وهو تفسير خالفه مسئولو لندن وباريس حيث كرموا مسلاتنا وأفردوا لها أجمل ميادينهم‏,‏ أما الأعجوبة السادسة فهي حال تمثال رمسيس الآن وهو مدفون واقفا في كفن من الحديد والأخشاب منذ شهور ولم يتحدد بعد كيف وإلي أين ينقل‏!!..‏ السابعة‏..‏ هي المكانان المقترحان أولهما أن يعود إلي موطنه الأصلي في ميت رهينة‏..‏ وحدث عنها‏!!‏ هي زحام من ركام الآثار الغارقة في الإهمال والمياه الجوفية‏!!‏ أو أن يتصدر فناء المتحف المصري الكبير الجديد‏!!‏ أين هو؟ مازال في طور التفكير في إنشائه‏.‏

والحل؟ هناك حلان‏,‏ أن يبقي التمثال في مكانه فقد اتسع الميدان أخيرا وأزيل كثير من تعدياته علي أن نبدأ بتفكيك كوبري المشاة واستخدام ممرات مترو الانفاق لعبورهم‏,‏ واعادة النافورة‏,‏ وتعديل ديكورات المحطة إلي فرعونية ثم إضاءة التمثال والجامع والكنيسة في الميدان لتكون رمزا لوحدة التراث المصري‏,‏ أو أن ينقل إلي طريق المطار بدلا من التمثال المزيف‏,‏ المكان واسع والنافورة موجودة بشرط أن يزال من أمامها رأس حورس القبيح ذو المنقار الذي يكاد يعض القادم والمغادر‏,‏ علي العموم باب الاقتراحات مفتوح‏,‏ ولكن أن يترك تمثال رمسيس أعظم ملوك التاريخ المصري هكذا ملفوفا في كفنه الحديدي ينتظر‏...‏ فتلك هي العجيبة الأكبر‏!.‏
د‏.‏ خليل مصطفي الديواني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق