السبت، ٤ أغسطس ٢٠١٢

توجيهات أم اللمبي‏!‏

13-05-2005
لم تفلح حتي الآن النداءات الموجهة إلي الدول الغربية لاستئصال الألغام المدفونة منذ ستين عاما في صحرائنا الغربية‏,‏ ربما لتكاليف استئصالها الباهظة‏,‏ أو لكي تبقي عائقا أمام طموحنا التنموي في اكتشاف منابع بترول جديدة‏,‏ أو تنضم إلي قافلة الألغام البشرية التي ابتليت بها مصر وبعض الدول العربية والألغام الجديدة التي أفرزت إرهابا تكبدت مصر من جرائه‏100‏ مليار جنيه خسائر مادية ومعنوية وسياحية وضحايا‏.‏

والمؤكد أن الذي تسبب في هذه الخسائر عمدا وصل إلي مرحلة قصوي من الكراهية لنفسه وبلده‏,‏ ويبدو أن الذين فجروا أنفسهم تيقنوا أن الدولة تبادلهم نفس الكراهية التي يكنونها لأنفسهم‏,‏ ومبعث هذا الشعور هو العشوائيات التي تسود حياتنا‏,‏ والتي تتراوح بين عشوائية المسكن‏,‏ والفكر‏,‏ والظلم‏,‏ والفن‏,‏ والفتوي‏,‏ والبطالة‏,‏ وهكذا هيأت لهم الفتاوي المضللة حقارة المسكن الذي يعيشون فيه وغيرهم يعيش في أحياء راقية‏,‏ وضللتهم أن مشاهد العري والمسخرة في الفضائيات تلقي قبولا من المجتمع المصري‏,‏ وأن الدولة كلها كانت وراء انتحار عبدالحميد شتا عندما أشر أحد المسئولين علي استمارة نجاحه بالفوز بإحدي الوظائف المرموقة بعبارة غير لائق اجتماعيا‏,‏ وذلك لفقره‏.‏ اقتنعوا تماما بتوجيهات خالتي أم اللمبي لابنها‏,‏ ده سندويتشك ودي مطوتك في جيبك ودول‏4‏ جنيه تشتري بيهم إزازة بيرة‏!‏ أقنعتهم مطاردات شرطة المرافق للباعة الجائلين في كل مكان في مصر بأن مايحدث حصار لأرزاق الفقراء‏,‏

فمنحوا أنفسهم توكيلا من شباب مصر الذي يلقي مصرعه غرقا أمام سواحل اليونان وإيطاليا‏,‏ أو في سيارة الترحيلات بعد العودة‏,‏ وتخيلوا بفكر البلطجة ان فكرهم المتشدد هو الذي يجب أن يسود‏,‏ وحققوا مقولة د‏.‏عبدالوهاب المسيري أن عدم تحقيق المرئي المبهر في المسلسلات يقود في النهاية إلي الإرهاب‏.‏

وأخيرا فإن الدولة لاتضع قواعد للظلم‏,‏ ولايوجد في دستورها تفصيل العدالة لفئة دون الأخري‏,‏ لكنها عشوائيات في الممارسة تضع الدولة في موقع الكراهية المبررة أحيانا‏,‏ وغير المبررة في أحيان كثيرة‏,‏ ومسئوليتها إجهاض الأسباب التي تفرز فكر هذه الألغام البشرية قبل النضج‏.‏

محاسب‏/‏ عبدالمنعم النمر
جليم ـ رمل الإسكندرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق