13-05-2005
لم تفلح حتي الآن النداءات الموجهة إلي الدول الغربية لاستئصال الألغام المدفونة منذ ستين عاما في صحرائنا الغربية, ربما لتكاليف استئصالها الباهظة, أو لكي تبقي عائقا أمام طموحنا التنموي في اكتشاف منابع بترول جديدة, أو تنضم إلي قافلة الألغام البشرية التي ابتليت بها مصر وبعض الدول العربية والألغام الجديدة التي أفرزت إرهابا تكبدت مصر من جرائه100 مليار جنيه خسائر مادية ومعنوية وسياحية وضحايا.
والمؤكد أن الذي تسبب في هذه الخسائر عمدا وصل إلي مرحلة قصوي من الكراهية لنفسه وبلده, ويبدو أن الذين فجروا أنفسهم تيقنوا أن الدولة تبادلهم نفس الكراهية التي يكنونها لأنفسهم, ومبعث هذا الشعور هو العشوائيات التي تسود حياتنا, والتي تتراوح بين عشوائية المسكن, والفكر, والظلم, والفن, والفتوي, والبطالة, وهكذا هيأت لهم الفتاوي المضللة حقارة المسكن الذي يعيشون فيه وغيرهم يعيش في أحياء راقية, وضللتهم أن مشاهد العري والمسخرة في الفضائيات تلقي قبولا من المجتمع المصري, وأن الدولة كلها كانت وراء انتحار عبدالحميد شتا عندما أشر أحد المسئولين علي استمارة نجاحه بالفوز بإحدي الوظائف المرموقة بعبارة غير لائق اجتماعيا, وذلك لفقره. اقتنعوا تماما بتوجيهات خالتي أم اللمبي لابنها, ده سندويتشك ودي مطوتك في جيبك ودول4 جنيه تشتري بيهم إزازة بيرة! أقنعتهم مطاردات شرطة المرافق للباعة الجائلين في كل مكان في مصر بأن مايحدث حصار لأرزاق الفقراء,
فمنحوا أنفسهم توكيلا من شباب مصر الذي يلقي مصرعه غرقا أمام سواحل اليونان وإيطاليا, أو في سيارة الترحيلات بعد العودة, وتخيلوا بفكر البلطجة ان فكرهم المتشدد هو الذي يجب أن يسود, وحققوا مقولة د.عبدالوهاب المسيري أن عدم تحقيق المرئي المبهر في المسلسلات يقود في النهاية إلي الإرهاب.
وأخيرا فإن الدولة لاتضع قواعد للظلم, ولايوجد في دستورها تفصيل العدالة لفئة دون الأخري, لكنها عشوائيات في الممارسة تضع الدولة في موقع الكراهية المبررة أحيانا, وغير المبررة في أحيان كثيرة, ومسئوليتها إجهاض الأسباب التي تفرز فكر هذه الألغام البشرية قبل النضج.
محاسب/ عبدالمنعم النمر
جليم ـ رمل الإسكندرية
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
السبت، ٤ أغسطس ٢٠١٢
توجيهات أم اللمبي!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق