22-06-2007
اسمح لي أن اختلف معك في الرد علي رسالة جروح الروح وذلك من واقع خبرتي بأمور الخيانة الزوجية وهو الواقع الأليم الذي أعاني منه بشكل متواصل أدي ليس فقط لإصابتي بجروح الروح وإنما بتدمير الروح والذات والكرامة واحترامي لنفسي.
مشكلتي الأولي ظلت معي14 عاما هي عمر زواجي الأول لكن الله هداني في النهاية إلي وضع نهاية لعذاباتي عندما أصررت علي الطلاق وخلعت زوجي وخرجت بثلاثة أولاد هم ثمرة ذلك الزواج المشوه بالإضافة إلي خسارة مادية كبيرة احتملتها بصبر علي اعتبار أنها ثمن راحتي وهدوء نفسي. أما مشكلتي الآن فهي بعد هذه التجربة الأليمة فقد كانت كل أمنيتي أن يرزقني الله الرجل الصالح الذي يبادلني الحب والوفاء والإخلاص وأن أعيش معه ما تبقي لي من العمر في مودة ورحمة كنت مازلت في الخامسة والثلاثين من العمر جميلة رشيقة متعلمة أبدو دائما أصغر من سني بكثير وكنت أعمل في مجال اعلامي مرموق جعلني مشهورة ومحط أنظار الجميع وكان لدي مبلغ مناسب من المال ادخرته للزمن وبعد طلاقي المأساوي اضطررت إلي ترك عملي والتفرغ لرعاية أبنائي والإنفاق عليهم.
سيدي.. لقد دخل حياتي ذلك الشاب الوسيم الجذاب ذو المهنة المرموقة والمطلق حديثا هو الآخر والذي كان يعرف عملي ومكانتي وشهرتي بحكم إقامته في نفس الدولة التي كنت أقيم وأعمل بها وتقرب مني بشتي الطرق والوسائل واعجبتني فيه تلك المثابرة واصراره الكبير علي الارتباط بي علي الرغم من وجود الأولاد في حياتي وذلك لرفضي مناقشة أي فكرة لإبعادي عنهم يوما واحدا وللصراحة فقد تحدي عائلته جميعها مصرا علي الزواج بي مع وجود الأولاد في حياتنا وأنا الأخري أمام هذا الموقف وجدته يدخل إلي قلبي وتعلقت به بشدة وأصبح هو بطلي المغوار وتحديت أنا الأخري عائلتي التي رفضته لاختلاف المستوي الاجتماعي بيننا, وقبل الزواج كنت صريحة جدا معه في كل شيء وأخبرته بعيوبي قبل مميزاتي وباخطائي وهفواتي قبل حسناتي وبادلني هو ذات الصراحة وعرفت أنه بعد الطلاق مر بفترة من الضياع النفسي جعلته صياد نساء يستمتع باللهو والمجون مع أكبر عدد ممكن من الفتيات والسيدات وصارحني بأنه بزواجه مني يتوب عن كل ما سبق لأنه يريد الاستقرار في حياة أسرية محترمة. ولم أكلفه بأية مطالب مادية, وتوجنا قصة الحب الجميلة هذه بزواج رائع حاول بشتي الطرق خلاله أن يسعدني وأن يثبت لي بأنه ج
دير بي وبأنه أب لأولادي يرعاهم ويهتم بهم وسقيته أنا الأخري من شهد حبي وعشقي لرغبتي أن أعيش تلك اللحظات الرائعة من الحب الحلال والتي حرمت منها طيلة حياتي السابقة, وبالفعل عشت في سعادة بالغة عاما كاملا شعرت خلاله أن الله قد عوضني خيرا علي صبري علي زواجي السابق وأن حلمي قد تحقق في وجود الزوج المحب الولهان الذي كانت تثور ثائرته ولا تهدأ لو ابتعدت عنه لساعتين دون أن احادثه تليفونيا علي الأقل وخلال تلك الفترة شاركته في مشروع صغير في مجال عمله بتمويل شبه كامل مني وسعدت بتلك الشراكة.
وظهرت أمامي الكثير من الوقائع اعماني حبي عن التوقف عندها منها اكتشافي أن زوجي محترف كذب وأنه يحاول استنزافي ماديا قدر استطاعته كأن بينه وبين حسابي البنكي ثأرا قديما والطامة الكبري أنه خائن وللأسف فقد بدأت خيانته لي منذ شهور زواجنا الأولي ولكن ثقتي العمياء به ومكانته التي طالت السماء بعد الزواج في نفسي وتلك السعادة الغامرة التي نحياها معا منعتني من أن اجمع الصورة واكتشف الأمر ولكن بمرور الوقت اكتشفت أن زوجي علي علاقة بكثيرات عبر الهاتف وكانت صدمتي فيه كبيرة وثورتي أكبر وكل مرة أواجهه بالأمر ينكر أو يكذب ويسارع إلي قطع تلك العلاقة ويحاول استرضائي قدر استطاعته واعترف لي في لحظة صراحة نادرة بأن هؤلاء الفتيات هن اللاتي يعاكسنه وأنه يتجاوب معهن فقط من باب التسلية خاصة أنه مجرد كلام تليفونات ولكنه لحبه لي يسارع بإنهاء الأمر فور علمه بأن ذلك يغضبني!! وطلب مني أن أسامحه علي ذلك كمسامحتي لابني الصغير عندما يخطئ وبالفعل سامحته من قلبي واعتبرت تلك الأمور السابقة هفوة لن تتكرر ولكنها واقعيا لم تنقطع ووصلنا إلي درجة أنني عندما أواجهه بمعرفتي بعلاقة جديدة يرد علي ببرود بأنه لا جديد في ذلك وأنه شيء عادي ولكن حبي له منعني م
ن أن اتخذ موقفا حادا معه بل صبرت عليه وانشغلت بتكرار حملي واجهاضي للطفل الذي سيربط بيننا للأبد خاصة مع لهفة زوجي الشديدة هو وعائلته لحدوث ذلك الحمل ولكن للأسف كانت المشكلات المادية التي واجهها مشروعنا الصغير وخسارتي الشديدة لغالبية رأس مالي ولتلك الخيانات الصغيرة لها أثر نفسي سيئ أدي إلي ظهور بعض التوتر والفتور في حياتنا الزوجية خاصة أنه أصيب بحالة اكتئاب وعشنا لعدة أشهر في رحلة بين الأطباء وساندته لتخطي هذه المرحلة بكل الحب ودفعته للبحث عن عمل جديد وسعيت معه بجدية في البحث عن عمل جيد وبالفعل التحق بإحدي الشركات الكبري التي منحته راتبا كبيرا وسيارة حديثة وجذبه العمل بعيدا عني. ثم كانت المفاجأة السعيدة وهي حدوث الحمل الذي طال انتظاره وشعرت أن فرحتي اكتملت خاصة أن هذه هي أول مرة أسعي لأن أرزق فيها بطفل وأول مرة اشعر بالسعادة لأنني حامل وبطفل من الرجل الذي أحبه بكل جوارحي ولكن تلك السعادة لم تدم طويلا إذ صارحني فجأة بأنه يريد الزواج بأخري معللا ذلك بأسباب واهية دوشة الأولاد وازعاجهم وعلاقته التي كانت متوترة مع عائلتي في بداية زواجنا ولم أشعر بنفسي وأصابتني حالة هيستيريا استجديه ألا يدمر حياتنا لأنني لن أقبل أب
دا بوجود أخري في حياته حاولت التخلص من حياتي التي شعرت أنها انتهت بعد هذه الطعنة الغادرة ومنعني هو من ذلك واتصلت بها استجديها أن تتركه لي لأنه هو ما تبقي لي في هذه الدنيا, وبعدها تعهد لي بأنه سيحاول أن يعطينا فرصة أخري معا وبأنه سيحاول الابتعاد عن تلك الفتاة التي اراد الارتباط بها سعيا وراء انجاب الطفل الذي تأخر وأنها كانت راضية بأن تكون الثانية والهامشية في حياته وحلف لي علي المصحف بأنه لم يرتبط بها بعد وأنه سيوقف مشروع الارتباط حتي يمنحنا تلك الفرصة لإصلاح حياتنا معا وبالفعل صدقته وتفانيت أكثر وأكثر في اسعاده وسد كل حوانب النقص والتقصير التي تعلل بها ولكني وجدته يبتعد أكثر وأكثر لكنه أصبح لا يتصل بي من عمله كما تعود من قبل بل علي العكس أصبح يستاء من اتصالي به وغالبا لا يرد علي ويتجاهلني بطريقة جارحة مهما اعترضت وبكيت وتوسلت وأصبح دائم السفر في مؤتمرات يتعلل بها ويبيت بشكل مفاجئ في شقته الصغيرة بشكل شبه منتظم وهجرني في الفراش طيلة شهور الحمل الباقية متعللا بخوفه علي استمرار الحمل وأصبح كذبه بلا حدود خاصة فيما يتعلق بمكان تواجده وعندما اكشف له كذبه كان يصرخ في بأنني خنقته من كثرة متابعتي له وحرص علي وضع كود
سري للموبايل حتي لا اقرأ الرسائل الغرامية الملتهبة التي كان يتسلمها بشكل متواصل. وتلقيت من تلك الفتاة اتصالا مفاجئا ذات يوم تخبرني فيه أنها ارتبطت بآخر وأعلنت خطوبتها رسميا وأنها تطمئن علي وظلت تسألني عن علاقتي بزوجي بإلحاح عندها شعرت أن الأمر تمثيلية وأنه وراء هذا الاتصال ولكنه بالطبع كان ينكر دائما عندما أواجهه.
وحانت ساعة الولادة وخرج ابننا الجميل الي النور وفرحنا به ايما فرح واقام له زوجي حفل سبوع كبيرا وذبح العقائق وكانت فرحة الجميع غامرة بالمولود الجديد خاصة عائلة زوجي بعد أسابيع. وجدته يطلب مني الموافقة علي زواجه من أخري فرفضت بشدة وطلبت الطلاق فقال لي انه لا يوجد غيري في حياته والدليل أنه قطع علاقته بتلك الفتاة وعرض علي آخر رسالة ارسلتها هي له ذات يوم تدعو فيها عليه لانفصاله عنها وحذرني من أنها قد تحاول الاتصال بي للايقاع بيننا. وتوقع أن أطير فرحا بذلك الخبر وبالفعل لا انكر أنني شعرت بالفرحة بداخلي ولكنها مصحوبة بغصة شديدة فلم يكن لكلامه معني سوي أنه كان يكذب علي طيلة الشهور السابقة وأنه حلف علي المصحف كذبا مرتين وأن كل شكوتي السابقة به كانت في محلها ولجبروته الشديد طلب رأيي في كيفية ايقاف هذه الإنسانة عند حدها لتبتعد عنه, ولم يطل الأمر كثيرا ففي صباح اليوم التالي وجدتها تتصل بي قائلة: إن ضميرها يؤنبها وأنها تريد أن تحكي لي تفاصيل ما حدث ولا يمكن لبشر أن يتخيل حجم الصدمة التي شعرت بها عندما استمعت لتفاصيل حياتي ترويها لي كأنها كانت تقيم معي في منزلي فقد امتدت علاقته بها عاما كاملا وارتبطا بالفعل بخطبة ي
علم بها أهله, ونقلت لي تفاصيل حملي وحتي لحظات ولادتي, والكثير من التفاصيل التي ما إن سمعتها حتي انزل الله صبرا غريبا ووجدتني اسألها ولم تركته بعد كل ذلك فقالت لأنها اكتشفت أنه يخونها هي الأخري مع عدة فتيات عبر النت ولكنها لم تحتمل هذه الخيانة, شعرت بالقرف والغثيان ولا أعرف لماذا تماسكت ولم اواجهه بشكل عاصف يعكس تلك التي تعصف بداخلي وإنما تعاملت معه ببرود إلي أن حاول أن يقترب مني وجدتني انتفض وأرفض ان يمسني لشعوري بالقرف وواجهته بذلك فضحك وقال انني مجنونة وانكر تماما أن تكون علاقته بها تعدت حدود الخطبة وعندها قذفت امامه بجبل الأكاذيب التي جعلني أعيش فيها طيلة عام كامل فأخذ ينكر أشياء ويراوغ في أشياء ويقر بأشياء وحاول أن يقنعني بأن ذلك النقل الحي لوقائع حياتنا الزوجية كان محاولة منه لإنهاء علاقتهما علي اعتبار أنه أصبح زوجا سعيدا ورزقه الله بالمولود الذي كان يرجوه لعل ذلك يشعرها بالمحسوس أنه لا مكان ولا لزوم لها في حياته بعد الآن.
سيدي أنا مجروحة ابكي واتمزق علي الغدر والخيانة والخداع وأريد أن انتصر لكرامتي ولكنني وللأسف أيضا مازلت أحبه ومازالت ابتسامته تضئ لي يومي كما أنني لا أريد أن ادخل من جديد في تجربة طلاق وما تجره من مشاكل والدتي تنحاز له بشكل كامل وهو الموقف الذي لم أكن اتخيله منها اذ قالت لي بالحرف الواحد: أنسي ولا كأنك سمعتي شيئا!! وكرامتي يا والدتي؟؟ فقالت لي دوسي عليها بالـ... انت الآن أم لطفل رضيع في شهور حياته الأولي كيف تفكرين في حرمان هذا الطفل الرائع من والده؟ كيف ستواجهين الحياة بأربعة أبناء؟ أليس هذا هو اختيارك وما فعلته بنفسك عندما انفقت كل مدخراتك وتركت عملك؟ ألست أنت من دللته وعاملته كطفل كبير.. فهذه هي نتيجة ذلك التدليل! ألا يكفيك أنه فضلك عليها وعاد لك! وطلبت مني الا احاسبه من جديد علي شيء بل اتعود من الآن علي تلك الخيانات لأنها طبع متأصل في زوجي والمهم هو أنه يعود إلي بيته في آخر اليوم. ووجدتني اطيع والدتي وأصد تلك الفتاة وأخبرتها أنه مهما حدث فأنا أحب زوجي ولن ابتعد عنه وتعاملت معه بشكل طبيعي ولكنني في منتهي التعاسة أضحك في وجهه وبمجرد أن ابتعد عنه انخرط في البكاء لمجرد تذكري لخيانته وأكاذيبه واجه
ته مرة أخري بعدم احتمالي لهذا الأمر ولكنه تعامل معي ببرود وبأنه لم يخني وإنما كان يريد بشرع الله الارتباط علي الرغم من عدم وجود أي عذر له وبأنه هو من اخبرني ببداية الموضوع وهو أيضا من اخبرني بنهايته والتي عاد فيها الي بيته عودا ميمونا وانني بذلك الحديث افتح بابا للنكد في حياتنا ولكن كيف انسي كل ما حدث كيف ألغي عقلي مرة أخري أليس من الأفضل أن احترم ذاتي وأن ابتعد عنه خاصة أن الصراحة والمواجهة للإصلاح التي دعوت صاحبة رسالة جروح الروح لها لم تعد تجدي نفعا مع من احترف الخداع والخيانة بل علي العكس تعطيه راحة نفسية بأنه لا يستتر ولا يتحمل عناء الكذب فالزوجة علي علم بالأمر فما المشكلة إذن؟ ولكن هذه الصراحة هي ما سيجرح الزوجة وسيجعل الخيانة أمرا واقعيا ومعتادا لا جديد فيه خاصة أنه كان ليس لديها بديل سوي الاستسلام للأمر الواقع وأن تظل في حالة انتظار مستمر لحكاية الخيانة الجديدة التي عليها أن تتقبلها كسابقتها يا سيدي من لديه القدرة علي الخداع والخيانة لن يكون لديه حياء المواجهة وصدقني احساس بشع أن تحترق ذاتك لأنك منحت حبك وحياتك لمن لا يستحق.. وكأنه عار علي الزوجة أن تحب وتعشق زوجها وأن تتفاني في اسعاده ويجب عليها أن
تدفع ثمن ذلك الحب غاليا من كرامتها واحترامها لذاتها.. أرأيت يا سيدي ما الذي يفعله الأزواج في زوجاتهم؟
* سيدتي.. ما قلته لصاحبة رسالة جروح الروح قد يكون مناسبا لها أو لمن في مثل ظروفها, ولايكون ذا نتيجة في مثل حالتك. نحن هنا في هذه المساحة المحدودة نحاول أن نشترك في التفكير, لأنه من الصعب علي أي إنسان أن يقدم حلا شافيا لمشكلة إنسانية تجمع بين أكثر من طرف وتستمر لسنوات طويلة, ويختصرها صاحبها في سطور قليلة مهما طالت.
إن المعرفة الإنسانية هي وليدة تجارب البشر المتنوعة, ومهما تشابهت التجارب فإن هناك تفاصيل لابد وأن تختلف, وزوايا رؤية خاصة بالطرف الآخر الغائب لابد أن تظل غامضة غموض النفس البشرية, والتي مهما اعتقدنا أننا خبرنا أغوارها, فسنظل عاجزين عن فهم تصرفات عديدة قد يعجز فاعلها عن فهمها.
سيدتي.. لتسمحي لي أن أبدأ معك منذ البداية, منذ تلك اللحظة التي اخترت فيها الانفصال عن زوجك الأول دافعة أثمانا باهظة, متحملة مسئولية أطفال ثلاثة, ثمنا لراحتك وهدوئك النفسي. ولكنك وقبل أن تلتقطي أنفاسك, وتفهمي أسباب خيانة زوجك لك, جعلت من البحث عن زوج جديد هدفا عاجلا. فوقعت بسرعة في شباك هذا الشاب الوسيم صاحب المركز المرموق, ولم يستوقفك أو يدفعك إلي مزيد من التفكير, اعترافه لك بأنه صياد نساء, يستمتع باللهو والمجون مع أكبر عدد ممكن من الفتيات والسيدات.. لم يستفزك أو يفزعك أنه بعد فشل زيجته الأولي, لم يتقرب إلي الله أكثر أو مال إلي العزلة والانزواء, وإنما اندفع إلي الخطيئة وإلي مزيد من المعاصي, التي انفصلت عن زوجك لأجلها.. فمن يفعل ذلك وهو غير متزوج دون خشية من عقاب الله سبحانه وتعالي, سيكون سهلا عليه أن يفعله بعد الزواج, فمن لايخاف خالقه, لن يخاف زوجته.
أقصد من كلماتي, أنك أسأت الاختيار ودفعت ثمنه. وعلي الرغم من يقينك بأنه يخونك, حرصت علي الانجاب منه, علي أمل أن يربط الطفل القادم بينكما, ولم ترهني هذا الإنجاب بعودته إلي صوابه والتزامه بمراعاة الله واحترامك في كل تصرفاته.
أعتقد ــ ياسيدتي ــ انك واصلت رحلة زواجك خشية من الانفصال الثاني, وتحملت أكثر مما تحملته في زيجتك الأولي, مضحية بهدوئك النفسي وراحتك, وكأنك راضية بهذا العقاب علي سوء اختيارك.
سيدتي.. لولا كلمات بسيطة وغامضة في رسالتك حول زوجك, لاقترحت عليك أن تصري علي الانفصال عنه, خاصة مع إحساسك بالاشمئزاز والاحتقار لذاتك, لأن الزواج سكن ومودة ورحمة لاتعذيب وذل وإهانة. ولا أتفق أيضا مع رؤية الفاضلة والدتك, وإن كانت تتحدث من منطلق حرصها عليك وخوفها من عبء مسئولية أربعة أبناء, لأن الأبناء لن يكونوا أسوياء في جو مسمم بين زوجين.
ولكن ما يجعلني مترددا في هذا الاقتراح, انك لم تستطيعي إثبات خيانة زوجك بمعناها الكامل, فما اكتشفتيه عبث مع فتيات علي الهاتف والانترنت, وعندما فكر في أخري اختار طريق الزواج وأخبرك به. وهذا لايعني التماس العذر له علي ما ارتكبه, ولكنه مبرر لالتماس طريق للحفاظ علي أسرة, فزوجك يؤكد أنه مازال يحبك وأنت توقنين وتعتذرين بأنك غارقة في حبه وأن ابتسامته تضئ لك يومك, مشاعر مثل تلك يمكن البناء عليها من جديد, مع مصارحة واضحة بأن هذه هي الفرصة الأخيرة له, لأن ما بينكما يستحق المحاولة والمزيد من التضحية. فهل تفعلين؟ وهل يستجيب هذا الزوج ويقدر تجاوزك عن أخطائه, ويجني ثمار السعادة التي بين يديه دون أن يلهث خلف سراب لن يؤدي به إلا إلي مزيد من الضياع وغضب خالقه عليه؟ أتمني أن يحدث ذلك.. وإلي لقاء بإذن الله.
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
الأربعاء، ١ أغسطس ٢٠١٢
الفرصـة الأخــيرة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق