09-03-2007
أنا سيدة في السادسة والثلاثين, أكتب إليك كنوع من الاعتراف بخطاياي لأتطهر منها وأريح ضميري المثقل بما ارتكبته من ذنوب, بدأت بتنازلي أمام رجل أقل ما يوصف به أنه شيطان, استولي علي قلبي وسيطر علي حياتي. قصتي تبدأ منذ عامين كنت عروسا جديدة وجاء إلي شركتنا مدير جديد عمره42 عاما حاصل علي الدكتوراه من سويسرا, وسيم متعلم مثقف يجيد ثلاث لغات, قرر العودة الي مصر لأن لديه بنتا وولدا أصبحا في سن المراهقة, وبما أن شركتنا شركة كبيرة لها عدة فروع في مدن سويسرية كان من السهل انتدابه الي القاهرة في منصب كبير, وتم اختياري ضمن الفريق الذي سيعمل معه ولكن بعد وصوله بثلاثة أشهر, كنت خلالها أشعر بمراقبته لي وتعمده الحديث معي, الجميع يشهد لي بالكفاءة والاخلاق ومقدار كبير من الثقة بالنفس واعتزاز بالذات تستفز الكثيرين.
بعد اختياري للعمل معه بدأت أتأخر في عملي بحكم مهامي الجديدة, كان في منتهي الحسم والجدية في البداية, ثم بدأ يتقرب إلي ويلمس جروحي الخفية بأنني لست سعيدة في حياتي, وأنه برغم جمالي وثقتي في نفسي وشموخي وأناقتي ـ كما قال ـ هناك حزن في عيني لايخفي علي من كان مثله, وبدأت افتح له قلبي وحكيت له أنني متزوجة من طبيب في الخامسة والأربعين لم اقتنع به يوما, ولكنني اضطررت للزواج بعد ان وصلت الي الرابعة والثلاثين دون ارتباط, وبدا الجميع في حثي علي قبول اي عريس مناسب حتي انجب قبل فوات الأوان, وانني استجبت للضغوط ولكنني لست سعيدة ولاأستمتع بأي شئ مع زوجي, واكره العلاقة الحميمة معه, فقال لي ان هذا لايحدث في اوروبا أبدا فمن كانت مثلي لاتتخذ قرارا مصيريا مثل هذا لخرس ألسنة الناس, وانني مازلت في البداية واستطيع تصليح الاوضاع واعيش سعيدة بالطريقة التي تحلو لي, وخلال عدة اشهر تطورت علاقتنا الي تبادل العواطف والقبل والاحضان والرسائل الحميمة عبر الموبايل والمكالمات بالساعات في كل اوقات النهار والليل.
وبالطبع زوجي غائب بحكم عمله كطبيب علي قدر كاف من الشهرة والنجاح, أقنعني صديقي بانه لايحب الاعتداء علي شرف غيره, وانه يجب علي حسم الموقف, فقررت الطلاق بعد ستة اشهر فقط من زواجي, كانت صدمة للجميع ولكنني صممت عليه ونفذت ما اردت بما لي من قوة شخصية وإرادة قوية.
وبعد ان اصبح طلاقي أمرا وقعا صارحني صديقي بانه لن يتزوجني لانه يخشي علي بيته اذا عرفت زوجته بزواجه, وحاولت إقناعه بالزواج العرفي علي ان يعرف اصدقاؤنا المقربون فرفض بشدة وقال ان هذا امر يمكن اكتشافه ولكنه يستطيع ان ينفي اي علاقة اخري بسهولة. استوقفني بشدة حرصه الشديد علي بيته واستهتاره الشديد بحياة الاخرين, ولكنني كنت منجرفة في حبه وارغب فيه بشدة وبدأت لقاءاتنا في شقة ملكا لعائلته, كان خلالها عاشقا مثاليا, هدايا غالية, واصطحابي في العديد من سفرياته داخل وخارج البلاد مكالمات ورسائل ملتهبة.
ثم بدأ التغير يحدث ولاحظت انه يتقرب من زميله لي أرملة في الثامنة والعشرين, وان كانت أقل جمالا مني إلا انه من هواة التغيير ويستطيع بما لديه من مواهب ان يكتشف مواطن الضعف في السيدات ويخطط لاقتناصهن. ولكن الذي لم يضعه في حسابه ان الضحية الجديدة صديقتي وتحكي لي كل شئ, وبما انني بطبيعتي كتومة لم يعرف احد علاقتي به حتي اقرب صديقاتي وبالتالي كانت تحكي كل شئ لي بقلب مفتوح, وبدأ معها بنفس الاسطوانة الحزن في عينيك والي اخره, ولكنني حذرتها منه وحكيت لها ما حدث معي, واتفقنا علي الانتقام منه, في هذه الاثناء كنت استعطفه ليتصل بي فكان يقاطعني بالاسابيع ويوجه لي إهانات بالغة وكلمات جارحة ولكنه كان يضعف في بعض الاحيان ويعود الي ونلتقي في شقته في هذه الاثناء كنت قد بدأت التخطيط لخطة الانتقام سجلت له بعض ما كان يقول في لقاءتنا الحميمة وكنت حريصة كل الحرص علي ان لا انطق بحرف اثناء هذه اللقاءات
كما كنت احتفظ بكل رسائله التي ارسلها لي اثناء علاقتنا, وبها الفاظ واوصاف لايمكن لاحد ان يتخيل انها تصدر من رجل مثقف وراق مثله, وفي احد لقاءاتنا صورته بكاميرا الموبايل وهو نائم عار تماما وبدأت التنفيذ, وشيطان يتملكني ويدفعني الي الانتقام وانا اقارن بين ما كان يفعله ويقوله عندما كان يريد الإيقاع بي, والإهانات الجارحة التي كان يوجهها لي وانا استعطفه ليعود. إلي. وفي احد الاجتماعات الموسعة كان يحضرها اكثر من30 شخصا فتحت البلوتوث ووجدت العديد من التليفونات المفتوحة وبدأت في إرسال التسجيلات والفيديو العاري
وخلال يومين كانت الشركة كلها تستمع الي كلماته القبيحة ولم يستطيع الإنكار لان صوته به بحة مميزة وبالطبع لايمكن إنكار صورته وهو عار ولم يعرف احد من ارسل هذه الرسائل لانني اشتريت جهازا جديدا لهذا الغرض, ثم اتصلت صديقتي بزوجته التي حصلت علي رقمه من هاتفه خلال نومه اثناء لقائنا واسمعتها التسجيلات والفيديو وأطلعتها علي عدد من الرسائل, وبالطبع اخترنا اكثرها سخونة فما كان من زوجته وهي سيدة فاضلة ومحجبة وابنة طبيب شهير الا ان تركت المنزل واصرت علي الطلاق, ولم اكتف بذلك بل سربت بعض المناقصات السرية والتي من المفترض ألا يعرفها غيره ولكنه كان قد اصطحب بعض ملفاتها معه عندما كنا معا في شرم الشيخ الي شركات اخري منافسة, وبالطبع تم تحويله للتحقيق وقدم استقالته لحفظ التحقيق.
بعد ان انتقمت منه ودمرت بيته وسمعته, وانا اظن انني افعل ذلك بسبب حبي له ورغبتي في عودته لي الا انني فوجئت بنفسي لا أرغب في ذلك بعد ان بدأ يستعطفني للعودة اليه, ويقول لي أنه يشعر بانه ظلمني وانه يفكر في الهجرة الي كندا ويريدني معه كزوجة نبدأ حياتنا من جديد وانه عندما يسترجع ما كنت افعله من اجله يجد أنه لم يشعر بصدق مشاعر تجاهه وعمقها كما شعر معي ولا حتي من زوجته.
والآن صدقني انني لا اعرف ماذا أريد؟ هل ابدا معه من جديد كما يقول, وأطلب المغفرة من ربي؟ أم اطوي هذه الصفحة من حياتي الي الابد؟ ولا توجه لي اللوم لانه لايوجد اشرس من انثي تحب بكل جوارحها ولاتتلقي سوي الاهانات والتجريح.
* سيدتي.. كيف تطلبين مني ألا ألومك لالشيء إلا لأنك أنثي تحب بكل جوارحها ولاتتلقي سوي الإهانات والتجريح؟ من الذي قادك الي طريق الإهانات والتجريح؟.. ترين أنه الحب أو الشيطان الذي أغواك؟!.
لاياعزيزتي.. الذي قادك إلي هذا الطريق هو نفسك, الخطيئة منك كامنة في داخلك, ومالم يقدر عليه الشيطان قدرت عليه أنت.
لاتغضبي من قسوتي عليك, وتأملي مافعلته, فلن أقف طويلا أمام شريكك في الخيانة, فهو قناص يشبه كثيرا من الرجال, وماحاق به كاف لتأمل انتقام الله وعدله, ولكني متوقف لتجاوزك ـ بسهولة ـ مافعلته برجل آخر, تزوجته حتي تلحقي بقطار الزواج, وما أن ظهر في حياتك المدير الوسيم حتي اكتشف نقاط ضعفك فانقض عليك. ماكان ثوبك ابيض عندما اقتربت من بائع الفحم, بائع الوهم والتحضر. ضحيت بالواقع, بالثابت بالحقيقي في حياتك, بالرجل الذي منحك ـ كما تتصورين ـ صك الأنوثة امام المجتمع ذهبت الي الخيانة, ونحن عندما نذهب اليها, لايحدث ذلك, الا اذا كنا نحلم بها, ننتظرها.
بسرعة وبجرأة غريبة, ألقيت برجل في عرض الطريق, وذهبت الي وحل القادم من الغرب. لم تكوني صغيرة حتي أتهمه بانه غرر بك, ولكنك بحثت عن سراب, لم تفيقي منه إلا وأنت منغرسة فيه بجسدك.
وبعدما اكتشفت قبح مافعل وفعلت, ولم تحذري صديقتك وتنسحبان بل ذهبتما الي الانتقام, والانتقام في مثل حالتك لايمحو الإهانة.
لن أتجه إلي المثالية وأقول لك إن هدف العدالة هو إصلاح المجرم قبل القصاص منه, ولكن سأقول لك ان النجاة والابتعاد عما انزلقت اليه كان افضل بكثير مما فعلته. قد تقولين وهل أترك هذا الفاسد ينعم بفعلته ويبحث عن ضحية جديدة؟ وسأرد عليك بأني مع عدم رد الخيانة بالخيانة وان الستر أكرم وأعلي من هتك الأسرار والأعراض, وللعباد رب قادر علي الانتقام والعفو.
سيدتي.. لقد اتبعت خطوات الشيطان, والحكمة تقول: إن الذي يشتريه الشيطان, يبيعه الشيطان, لذا فإني أدعوك الي تمزيق هذه الصفحات السوداء من حياتك, تخلصي من كل مايربطك به, تأملي فقط أخطاءك ومعاصيك, واطلبي العفو ممن ظلمتهم, وتضرعي الي الله غافر الذنب قابل التوب, غفر لك ولنا وعفا عنك وعنا والي لقاء بإذن الله.
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
الأربعاء، ١ أغسطس ٢٠١٢
خطوات الشيطان
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق