28-12-2007
لأن الفتنة نار تخرج من أفواة الجاهلين وليس جهلا بدين ـ إسلامي أو مسيحي ـ وإنما جهل, بمعني ومغزي الوطن مصر.. مصر التي تشربت بدماء ودموع أبنائها ـ مسلمون ومسيحيون ـ ولم تفرق يوما أرضها وهي تنبت حبا وخيرا كثيرا بأي ديانة يدين المصري الذي روي أرضه بعرقه وحلمه.
رسالة الأسبوع الماضي حدث في المترو نكأت جرحا في قلب الكثير من المصريين, فجرت في داخلهم ثورة المحبة, والإحساس الحقيقي بالخطر, فالأخطاء الصغيرة التي يرتكبها صغار, تكاد تشعل دفء الوطن وتحيله إلي حرائق, لن يدفع ثمنها أحد غير أبناء الوطن الواحد.
ولأن الكلام في هذه القضية ـ قضية الوطن والمواطن, المواطن المسيحي والمسلم, و أبناء مصر ـ يشبه تماما من يتحدث وفي فمه أشواك, توقفت أمام العديد من الرسائل التي وصلتني, رسائل محبة تشيع أملا, تطرح أفكارا, رسائل تستعيد وتعيد من الذاكرة صورا جميلة للمحبة والتواصل.. رسائل ترصد وتتأسي لما آل إليه حالنا.. ورسائل نحيتها جانبا, فقد سئمنا وجهة النظر الضيقة, التي تتصدر أوقات المحن التي تتحدث عن حقوق ضائعة للمسيحيين, عن وظائف لم يحصلوا عليها وكنائس لم تبن.. وجهة نظر تريد أن تفرط في حقوق المسيحيين كمواطنين مصريين لهم كل الحقوق, فإذا ضاع بعضها لأسباب ـ قد تكون مرفوضة ـ فهذا يجب ألا يناقش إلا من زاوية المواطن ـ لا المسيحي ـ الذي يبحث عن حقه.. وعليه أن يترك هذه القضايا لأولي الأمر منهم, فهم أجدر بمناقشتها بعيدا عنا كمواطنين نعيش سواسية في مصر.
وتقابلها وجهة نظر متشددة ممن يعتقدون أنهم يحسنون إلي دينهم, فيما هم يسيئون إليه كل يوم بتصرفاتهم وسلوكياتهم التي لم يأمر بها قرآننا الكريم ولا رسولنا عليه الصلاة والسلام, هؤلاء الذين راحوا يعددون أوجه سيطرة المسيحيين علي رأس المال, وتعمدهم استبعاد المسلمين من أي وظيفة يمكنهم منحها لشاب مسيحي, وغيرها من الأقوال المرسلة التي لا تستند إلي معلومات ولا إلي منطق, وحدوثها من بعض ضعاف الوطنية, لا يعني ابدا التعامل علي أنها قاعدة.
دعونا مما يفرق وهو قليل, لنذهب إلي ما يجمعنا وهو كثير.. فمصر المحبة, الآمنة, المحفوظة, تتسع للجميع.
المحــــــــرر
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
الخميس، ٢ أغسطس ٢٠١٢
..ومصر للجميع
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق