الخميس، ٢ أغسطس ٢٠١٢

..‏ومصر للجميع

28-12-2007
لأن الفتنة نار تخرج من أفواة الجاهلين وليس جهلا بدين ـ إسلامي أو مسيحي ـ وإنما جهل‏,‏ بمعني ومغزي الوطن مصر‏..‏ مصر التي تشربت بدماء ودموع أبنائها ـ مسلمون ومسيحيون ـ ولم تفرق يوما أرضها وهي تنبت حبا وخيرا كثيرا بأي ديانة يدين المصري الذي روي أرضه بعرقه وحلمه‏.‏

رسالة الأسبوع الماضي حدث في المترو نكأت جرحا في قلب الكثير من المصريين‏,‏ فجرت في داخلهم ثورة المحبة‏,‏ والإحساس الحقيقي بالخطر‏,‏ فالأخطاء الصغيرة التي يرتكبها صغار‏,‏ تكاد تشعل دفء الوطن وتحيله إلي حرائق‏,‏ لن يدفع ثمنها أحد غير أبناء الوطن الواحد‏.‏

ولأن الكلام في هذه القضية ـ قضية الوطن والمواطن‏,‏ المواطن المسيحي والمسلم‏,‏ و أبناء مصر ـ يشبه تماما من يتحدث وفي فمه أشواك‏,‏ توقفت أمام العديد من الرسائل التي وصلتني‏,‏ رسائل محبة تشيع أملا‏,‏ تطرح أفكارا‏,‏ رسائل تستعيد وتعيد من الذاكرة صورا جميلة للمحبة والتواصل‏..‏ رسائل ترصد وتتأسي لما آل إليه حالنا‏..‏ ورسائل نحيتها جانبا‏,‏ فقد سئمنا وجهة النظر الضيقة‏,‏ التي تتصدر أوقات المحن التي تتحدث عن حقوق ضائعة للمسيحيين‏,‏ عن وظائف لم يحصلوا عليها وكنائس لم تبن‏..‏ وجهة نظر تريد أن تفرط في حقوق المسيحيين كمواطنين مصريين لهم كل الحقوق‏,‏ فإذا ضاع بعضها لأسباب ـ قد تكون مرفوضة ـ فهذا يجب ألا يناقش إلا من زاوية المواطن ـ لا المسيحي ـ الذي يبحث عن حقه‏..‏ وعليه أن يترك هذه القضايا لأولي الأمر منهم‏,‏ فهم أجدر بمناقشتها بعيدا عنا كمواطنين نعيش سواسية في مصر‏.‏

وتقابلها وجهة نظر متشددة ممن يعتقدون أنهم يحسنون إلي دينهم‏,‏ فيما هم يسيئون إليه كل يوم بتصرفاتهم وسلوكياتهم التي لم يأمر بها قرآننا الكريم ولا رسولنا عليه الصلاة والسلام‏,‏ هؤلاء الذين راحوا يعددون أوجه سيطرة المسيحيين علي رأس المال‏,‏ وتعمدهم استبعاد المسلمين من أي وظيفة يمكنهم منحها لشاب مسيحي‏,‏ وغيرها من الأقوال المرسلة التي لا تستند إلي معلومات ولا إلي منطق‏,‏ وحدوثها من بعض ضعاف الوطنية‏,‏ لا يعني ابدا التعامل علي أنها قاعدة‏.‏

دعونا مما يفرق وهو قليل‏,‏ لنذهب إلي ما يجمعنا وهو كثير‏..‏ فمصر المحبة‏,‏ الآمنة‏,‏ المحفوظة‏,‏ تتسع للجميع‏.‏
المحــــــــرر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق