14-09-2007
قرأت رسالة أنا وحماتي عن العلاقة الجميلة التي بين زوجة الابن وحماتها, وكيف أن هذه العلاقة الرائعة النادرة كانت سببا في انتشار الحب والسعادة بين جميع أفراد العائلة, وإذا كان قراء هذا الباب قد شعروا بالاستغراب والدهشة من هذه العلاقة النادرة, فما بالك ياسيدي إذا كانت نفس هذه العلاقة الرائعة توجد بيني وبين أم طليقي, بل وبيني وبين جميع أفراد عائلة طليقي, نعم أم طليقي. فهي أم رائعة غاية في الحنان, تعرف الحق وتنحاز له حتي لو كان علي حساب ابنها الوحيد نور عينيها الذي كان زوجي يوما ما.
أنا اليوم أكتب إليك ليس لأحكي عن تفاصيل طلاقي ومدي ظلم طليقي لي ولأولادي وحرمانهم منه وتركه المسئولية الكاملة لي دون أدني تفكير في مصلحة أولاده ومشستقبلهم وبمنتهي الاستهتار, ولكن أردت أن أحكي تفاصيل علاقتي بأهل طليقي, وبالأخص والدته, فهي علاقة نادرة الحدوث, علاقة رائعة مليئة بالحب والمودة والاحترام والذكريات الجميلة. فأنا مدعوة دائما في كل مناسباتهم او الأعياد وأول يوم رمضان, ولا أتذكر يوما أنني تخلفت عن حضور إحدي هذه المناسبات, فأنا أحبهم جميعا من كل قلبي, وأحافظ دائما علي صلة الرحم بيني أنا وأولادي وبينهم. نعم صلة الرحم برغم أنهم ليسوا أقارب لي, ولكني أعتبرهم جميعا أهلي وعائلتي الثانية.
فعندما يحزن والدي من أجلي وتتألم والدتي لوحدتي ويبكي أخي عندما يعلم ما فعله طليقي بي, وكذلك عندما تتأثر أختي بكل ما حدث لي وكأنها هي التي ظلمت, فكل هذا ياسيدي شيئ طبيعي, ولكن أن يحدث كل هذا من عائلة طليقي بالكامل فهذا شيئ أحسد عليه. في الحقيقة نحن جميعا نحافظ علي هذه العلاقة سواء من جانبي أو من جانب أهل طليقي. في البداية وبعد طلاقي مباشرة منذ نحو تسعة أعوام كنت أعاني من انهيار تام وفقد ثقة في كل من حولي ومعاناة شديدة من قسوة الوحدة ورعب في من ضخامة مسئولية أولادي
وقد كنت وقتها في التاسعة والعشرين من عمري, لكن بفضل الله سبحانه وتعالي أولا ثم من بعد ذلك مساندة أهلي وأهل طليقي جميعا لي وبالأخص والدته وأخوته فهم جميعا يحبونني ويرحبون بي في كل وقت, فذلك كان سببا رئيسيا لاستعادتي نفسي وثقتي بالناس, وتقبل الأمر الواقع ومواصلة الحياة. يقولون عني إنني ذات شخصية قوية, ولكني ياسيدي أدعي ذلك, فأنا في الحقيقة شخصية ضعيفة جدا وهشة, وأتأثر من أبسط الأشياء, ودائمة الخوف والقلق من المستقبل, فما حدث لي بسبب طليقي أفقدني توازني وإحساسي بالأمان.
ولكن الله من علي بهذه العائلة الجميلة وحبهم جميعا لي ولأولادي, خصوصا والدة طليقي, فهي أمي الغالية التي أجد راحة كبيرة في التحدث معها, فهي أكثر إنسانة تفهمني وتحس بي لدرجة أنها تقول لي عن شعورها بإنها هي التي ظلمت من ابنها وليس أنا, وأشعر بحزن شديد من أجلها كلما وجدتها تقسو علي ابنها( طليقي) بسبب ما فعله معي ومع أولادي, بل أحيانا أجد نفسي أحاول أن أهدئ العلاقة بينها وبين طليقي, فأنا أعلم جيدا برغم كل ما حدث أنها أمه التي تحبه من كل قلبها, وفي الوقت نفسه دائما مستاءة من أفعاله.
فقط أردت أن أبعث إلي هذه الأم الرائعة عن طريق بريدكم المفضل لدينا جميعا كل الشكر والحب والدعوات بدوام الصحة وطول العمر, وبأن تظلي دائما بيننا بخفة دمك وتعليقاتك الجميلة, وحبك الكبير لأولادك وأحفادك, خصوصا لي ولأولادي.
وأقول: لا تحزني يا أمي علي ما حدث وارحمي نفسك, فصحتك لا تحتمل كل هذا العناء والتفكير, وعسي أن تكرهوا شيئا وهو, خيرا لكم, ولأخوات طليقي أقول لهم جميعا جزاكم الله عني وعن أولادي خير, فأنتم دائما خير عون لي.
ولطليقي الذي كان زوجي وحبيبي يوما ما أقول له: برغم كل ما سببته لي من ظلم وغدر وجرح كبير, فإني أدعو الله أن يهديك ليس رغبة فيك وإنما من أجل والدتك الغالية, ومن أجل أولادك, فهم لا يستحقون منك كل هذه القسوة والاستهتار.
ولك ياسيدي أقول: ربما يوما ما أستطيع أن أكتب لك تفاصيل ما فعله طليقي بي وبأولادي, وما وصل هو إليه الآن من عدم استقرار وتخبط في الحياة عسي أن يتعظ كل من يفكر في أن يظلم زوجته وأولاده ويتركهم جريا وراء متع زائفة لا تدوم.
وإلي لقاء بإذن الله ورمضان كريم.. والسلام.
{ سيدتي.. كم نحن في حاجة إلي كثير من هذه العلاقة النادرة الرائعة.. علاقة تحكمها المودة والتراحم والتواصل بين الناس, علاقة تمنحنا بعض السعادة ونحن غرقي في بحار الألم, فكثير من العائلات تنصر ابنها ـ في مثل حالتك ـ وتقسو علي الطرف الآخر, فتجرح القلوب المظلومة, وتعلم الأبناء أول دروس الكراهية, ولكن جدة أطفالك وأبناءها, كانوا بلسما للروح, وغرسوا في نفوس أبنائك غرسا أخضر قادرا علي مقاومة الأشواك التي زرعها والدهم.
لا أعرف ياسيدتي كيف ينام الإنسان وهو ظالم لأقرب الناس إليه؟ ولا أفهم كيف لمثل زوجك وهو يري إدانته فيما فعل معك في تصرفات ومعاملة أسرته لك؟ ألم يراجع نفسه؟
بعض الرجال تغويهم الدين, فيغترون بما يمتلكون من قدرة مالية أو صحية, ومن حقوق وهبها الله لهم, فيستغلون كل ذلك بصورة خاطئة وهم غافلون عن أن الانتقام ـ بصور مختلفة ـ قادم لا محالة, وأنهم لن يجدوا أقرب الناس إليهم في وقت هم أحوج إلي كلمة أو طبطبة حانية صادقة منهم, سيجدون اللوم والعتاب مثل السكين الحاسم المنغرس في قلب منهك ظالم.
سيدتي.. لا أقصد أن أقول جملا إنشائية, ولكنها الحقيقة التي تضج بها الرسائل في مكتبي من آباء نادمين, أو أبناء غاضبين, وأجد حرجا في نشرها.
رسالتك التي جاءت في تلك الأيام المباركة, دعوة للمراجعة, للمسامحة, للعودة إلي حضن العائلة, للآباء الذين أعمتهم الدنيا, أو ظلموا أبناءهم وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا, لعلنا جميعا ننتهزها فرصة للتطهر ولم الشمل.
شكري لهذه الأم العظيمة وأبنائها الذين جعلوك تكتبين هذه الرسائل الجميلة وكل عام وأنتم بخير في خير وسعادة ومحبة ورحمة, وإلي لقاء بإذن الله.
مدونة بريد الجمعة مدونة إجتماعية ترصد أحوال الشارع المصرى والوطن العربى مدونة تتناول قصص, ومشكلات حقيقية للوطن العربى مثل: (ظاهرة العنوسة, الخيانة الزوجية, الخلافات الزوجية, التفكك الأسرى, الطلاق وآثاره السلبية على الأبناء, الحب من طرف واحد, مرض التوحد, الإبتلاءات من فقر ومرض وكيفية مواجهة الإنسان لها) ثم يعرض الموقع فى أخر كل موضوع رأى المحرر فى التغلب على هذه المحن
الخميس، ٢ أغسطس ٢٠١٢
العلاقة النادرة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق